
القدس | أصدرت مؤسسة القدس الدولية، ومقرها الرئيس في العاصمة اللبنانية بيروت، ملفًا معلوماتيّا لعام 2016 يسلط الضوء على أبرز التطورات والمواقف المتعلقة بالقدس، ضمن مسارات عدة يلخصان واقع المدينة المحتلة.
وأبرز هذه المسارات تطوّر مشروع التهويد الديني والثقافي للاحتلال في المدينة، وما يعانيه المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وأكدت المؤسسة أن عام 2016 شهد حراكًا كبيرًا تجاه تطور الأحداث في القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة، وسط تزايد الاستيطان، وارتفاع وتيرة هدم المنازل، ومحاولة تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد كأمر واقع.
وأوضحت أن العام الماضي اتسم باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى، ومزيدًا من الإمعان في إبعاد المرابطين والمرابطات، بالتزامن مع تزايد استهداف موظفي الأوقاف وحراس الأقصى.
وأشارت إلى أن العام الماضي سُجِّل أكثر من 100 اعتداء على الأقصى، حيث شهد زيادة كبيرة في عدد المقتحمين، وسط محاولات غير مسبوقة من قبل الحكومة الإسرائيلية لتعطيل عمل دائرة الأوقاف، إضافة لازدياد استفزازات المتطرفين المقتحمين العدوانية، وازدياد محاولات أداء الطقوس الدينية من قبلهم داخل المسجد.
وبمقابل ذلك، ازدادت وبصورة ملحوظة عمليات إبعاد المصلين عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، واستمر منع عشرات النساء من دخول المسجد للصلاة.
واعتبرت مؤسسة القدس أن انتفاضة القدس، التي أتمّت عامها الأول، وإن كانت بوتيرة أقل، شكلت هاجسًا لدى الاحتلال، وأنّ إجراءاته التهويدية لن تتحول إلى واقع مقبول لدى المقدسيين، إنما ستكون عامل تفجير في وجه الاحتلال.
وأشارت إلى إمكانية وقوع المزيد من عمليات إطلاق النار وعمليات الطعن في الآونة المقبلة، بصرف النظر عن وتيرتها أو توزيعها الزمني، مستشهدةً بنقاط القوة التي تميزت بها انتفاضة القدس مع استمرار العوامل التي ساعدت على انطلاقها.
وسلط تقرير المؤسسة الضوء على قراري "اليونسكو" ومجلس الأمن، وما نتج عن ذلك من مواقف وردود أفعال، فقد صادقت "اليونسكو" على قرار تجاهل التسمية الإسرائيلية للأقصى، واعتمد التسمية الإسلامية لـ"الأقصى/ الحرم الشريف"، ولـ"حائط البراق/ الحائط الغربي الجنوبي للأقصى".
فيما صدر عن مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334، الذي طالب بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها شرقي القدس.
وأكدت المؤسسة استمرار مساعي الاحتلال لتغيير الواقع الديموغرافي للقدس ضمن مساري الإستيطان والهدم، حيث يعمل على تطوير المستوطنات القائمة وتحويلها لمدن مع تقديم التسهيلات المالية لسكن المستوطنين، وبالمقابل يقدم على هدم منازل الفلسطينيين لحرمانهم من حق السكن، مع التضييق المستمر على قدرتهم لإعادة بناء ما هُدم.
وكالات